يبحث البعض عن حكم الاستعانة بالأموات لأنه من الأمور الدارجة في الوقت الحالي بين الكثير من الأشخاص، كما أن الاستعانة بالأموات من الممكن أن تكون بسبب أمور كثيرة بناءً على ما يرغب الشخص في الحصول عليه حينها يقوم بالاستعانة بالأموات، ولكن هذا الأمر له حكم شرعي من الضروري السير عليه، وفي هذا المقال نعمل على توضيح هذا الحكم الشرعي.
حكم الاستعانة بالأموات محرمة شرك أصغر شرك أكبر
من الممكن أن يظن البعض أن حكم الاستعانة بالأموات من المسائل الخلافية التي تم الاختلاف عليها، ولكن الأمر واضحُ جدًّ؛ لأن الاستعانة بالميت؛ أي طلب الإعانة منه، وبالتالي فإن العبادة لغير الله تعالى حكها الشرعي هو شرك أكبر.
والدليل على ذلك ما جاء في نص الفتوى في هذا الأمر ومعناه يدل على أن طلب العون من الأموات والدعاء بهم من دون الله حكمه شركٌ أكبر، كما أن هذا الفعل يُخرج الفرد من ملة الإسلام تمامًا، سواءً كان الشخص هذا شخص ميت عادي أو نبيًّا أيضًا.
حكم التوسل عند المذاهب الأربعة
إن التوسل عند المذهب الأربعة مقبول، وتم جوازه خاصةً بالرسول عليه الصلاة والسلام، وإن التوسل له بعض الصور التي تتمثل في الآتي:
- التوسل من خلال الإيمان واتباع كل الإرشادات التي قالها الرسول عليه الصلاة والسلام، كأن يقول المسلم: “اللهم إني آمنت بك وبرسولك فاغفر لي”، فإن هذا الأمر لا شيء فيه.
- التوسل عن طريق الدعاء، وفي هذه الحالة يقوم المسلم بطلب شيء أو أمر معين من الرسول عليه الصلاة والسلام من خلال الدعاء، ولكن هذا سيكون حائزًا فقط في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأنه يتعذر بعد مماته، وهذا النوع من التوسل قد ذًكر بالفعل في قصة الأعمى.
- التوسل من خلال منزلته عند الله سبحانه وتعالى، وهذا التوسل غير جائز سواءً كان في حياة الرسول أو بعد الموت، لأن منزلته عند الله تعالى لا تعتبر وسيلة للتقرب إلى الله، لأنه لا يجعل الإنسان يصل إلى مقصودهِ لأنه لا يعتبر من عمله.
حجم الاستعانة بالحي القادر الحاضر
إن هذه الحالة لا ينطبق عليها حالة طلب العون من الأموات، وإن الاستعانة بالأحياء جائزة تمامًا لا شيء فيها، حيث إن المسلم عليه أن يساعد أخوه المسلم طوال الوقت، وبالتالي هذا يعتبر من الأمور المحمودة التي يثاب المسلم عليها.
وإن الفقهاء اتفقوا على الجواز في الاستعانة بالرسول أو شخص آخر ولكن خلال حياته فقط، وظهر ذلك في أكثر من مثل قرآني، مثل:
-
قوله تعالى في سورة الأنفال الآية (72): “وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ“.
-
وقوله تعالى في سورة القصص في الآية (15): “فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ“.
-
وقوله تعالى في سورة المائدة الآية (2): “وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى“.
شاهد أيضًا: لماذا تزوج الرسول عائشة وهي طفلة
الفرق بين الاستعانة والاستغاثة
هناك فروق بين المصطلحين، ولابد من التعرف على كل واحد منهما عند البحث عن الحكم الصادر للاستعانة وطلب العون من الأموات، وهذا تعريف مبسط لكل منهما:
-
الاستعانة: هي أن يطلب المسلم العون من الله سبحانه وتعالى، في كل الأمور سواءً كان في الدنيا أو الآخرة، وفي هذه الحالة أيضًا طلب للتبرؤ تمامًا من حول الإنسان وقوته، وفيها تفويض تام وشامل لله سبحانه وتعالى، مثل قوله تعالى في سورة هود الآية 123: “ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ”.
-
الاستغاثة: هي أن يطلب المسلم المعونة من الله تعالى في الأزمات القوية والشدائد، ويظهر ذلك في قوله تعالى بسورة الأنفال الآية 9: “ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ”.
شاهد أيضًا: صحة حديث الجنة تحت اقدام الأمهات
لابد للإنسان أن يدرك الكثير من الأمور المهمة والضرورية التي تمر عليه في دينه، مثل التعرف على حكم الاستعانة بالأموات والأحياء أيضًا.