إسلاميات

أقوال العلماء في الاستغاثة بغير الله

أقوال العلماء في الاستغاثة بغير الله

أقوال العلماء في الاستغاثة بغير الله مختلفة وهذا بناءً على الحالة التي يكون العبد عليها، مما يجعل الاستعانة بغير الله فيها أقوال كثيرة وتأويلات، وللتعرف على الحكم الصحيح لها فمن الضروري أن يتم التساؤل أولًا عن الحالة المقصود بها الاستعانة، وهذا بالفعل ما نقوم بتعريفه من خلال الٍأسطر المقبلة.

أقوال العلماء في الاستغاثة بغير الله

تغيرات الأقوال في هذه المسألة، بل إنها انقسمت إلى 3 حالات يتبين فيها الحكم الشرعي للاستعانة بغير الله، وهي تتمثل في الآتي:

  1. الاستغاثة بالحي فيما لا يقدر عليه إلا الله: وهذه الاستعانة حكمها في الشارع شرك أكبر، لما فيها من الاستعانة من غير الله بأمر من المستحيل أن يحققه إلا الله، مثل أن يتم الاستعانة مثلًا لشيخ حي بأن يزيل المرض من شخص بدون علاج، ففي هذه الحالة يكون الحكم شرك أكبر مخرج من الملة.
  2. الاستغاثة بالحي فيما يقدر عليه العبد: وهذه مباحة بل إنها مستحبة لأن المسلم عون للمسلم دائمًا، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه“، ويقول عليه الصلاة والسلام: “من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته“، ويقول عليه الصلاة والسلام: “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه“، ومثال ذلك أن يطلب شخص ما العون في مساعدته من الغرق مثلًا.
  3. الاستغاثة من الميت فيما لا يقدر عليه: وفي هذه الحالة يكون الحكم أيضًا شرك أكبر؛ لأن الميت لا يقدر تمامًا على شيء، ولو كان يقدر لنفع نفسه وأنقذها من الموت والفناء.

ما حكم دعاء غير الله مع الدليل؟

عند البحث عن أقوال العلماء في الاستغاثة بغير الله كان من الضروري عدم تجاهل الدعاء لغير الله، والذي حكمه في الشارع شرك أكبر، وهذا بناءً على الأدلة التالية:

  • قوله تعالى: “فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا” [الجن:18].

  • وقوله تعالى: “وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ” [يونس:106] يعني: المشركين.

  • ويقول سبحانه وتعالى: “ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ” [فاطر:14].

     

أقوال العلماء في الاستغاثة بغير الله

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة

الفرق بين الدعاء والاستغاثة

هناك فارق واضح بين الدعاء وبين الاستغاثة، وهذا الفارق واضح وله دور كبير في تحديد الحكم بين الدعاء وبين الاستغاثة، حيث إن هذا الفرق يتمثل في الآتي:

الدعاء:

  • الدعاء هو طلب أمر من الله سبحانه وتعالى، والرغبة في الحصول عليه.
  • الدعاء يعتبر عام في كل الأحوال.

الاستغاثة

  • الاستغاثة هي طلب المعونة والغوث للتخلص من أمر معين.
  • هي عبارة عن الدعاء الذي يقال في حالة الشدائد.

ومن خلال هذه المقارنة نكتشف بأن الدعاء يعتبر أشمل وأعم من الاستغاثة، لأنه يتعلق بالمكروب أو الابتلاء، وفي هذا الأمر يقول السعدي نصًّا: “الفرق بين الدعاء والاستغاثة، أن الدعاء عام في كل الأحوال، والاستغاثة هي الدعاء لله في حالة الشدائد، فكل ذلك يتعين إخلاصه لله وحده، وهو المجيب لدعاء الداعين المفرج لكربات المكروبين، ومن دعا غيره من نبي أو ملك أو ولي أو غيرهم، أو استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر”.

وإن الذي يدعو الميت أو الغائب أو النبي أو الولي حتى بكل ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى، فإن هذا كله شرك أكبر بالله سبحانه وتعالى، لأن طلب الواسطة بين العبد والله أمر مرفوض تمامًا، وطلب الشفاعة من النبي أو الولي في الدنيا أمر يرفضه الشارع، وكل هذا يعتبر في حكم الشرك المخرج من الملة.

ولذلك فمن الضروري الانتباه إلى مثل هذه الأمور، حيث إن الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الزمر: “أَلَا للهِ الدِّينُ الخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ”.

شاهد أيضًا: حكم الاستعانة بالأموات محرمة شرك أصغر شرك أكبر

هذه كانت أهم المعلومات حول أقوال العلماء في الاستغاثة بغير الله والتي اختلفت في هذه المسألة لأنها تتعلق بأمور قد لا يتمكن الشخص المطلوب منه المعونة أن ينفذها، وبالتالي فإن ديننا الحنيف يوضح الحكم الشرعي في مثل هذه المسألة باختلاف كل أقوال العلماء.

السابق
بلاك بورد جامعة البحرين
التالي
وش معنى برايفت؟ معنى كلمه برايفت وطريقة كتابتها

اترك تعليقاً