تعَد الزخرفة من أفضل الفنون التشكيلية التي أبدعها الإنسان عبر العصور، حيث تجسد الرغبة في التزيين والتجميل، كما تظهر في استخدام الخطوط والنقاط والأشكال الهندسية، بجانب رسومات النباتات والحيوانات، لتكوين تصاميم فنية تضيف جمال ورونق على الأعمال الفنية والمعمارية.
ما هو مجال الزخرفة
تتكون الزخرفة من مجموعة متقنة من النقاط والخطوط المتشابكة والأشكال الهندسية المتناغمة، إضافة إلى رسومات مستوحاة من الطبيعة الحية كالنباتات والحيوانات وفي كثير من الأحيان تتخلل هذه التصاميم كلمات مترابطة تنسجم مع باقي العناصر لتخلق شكل بصرياً ساحر ومتكاملاً.
هذه ليست مجرد تفاصيل زخرفية بل تستخدم كوسيلة لإضافة طابع جمالي مميز على المباني الفخمة، الأواني التقليدية، الأقمشة والملابس، إلى جانب المساجد والكنائس والمدافن، وحتى النقود والعملات المعدنية، كما تزين القصور الفاخرة وتظهر كجزء من الهوية البصرية لبعض أعلام الدول.
ما هي خصائص الزخرفة؟
يتكون هذا المجال من العديد من الخصائص منها ما يلي:
- يتميز بكونه حصري لا يستند إلى تقليد أي فنون سابقة ولا يعتمد على محاكاة أساليب أخرى.
- يحمل شكل يعكس هوية مستقلة، تجعل منه فناً خاص في شكله ومضمونه.
- يعتمد بشكل رئيسي على الأشكال الهندسية التي تُستخدم بطرق مبتكرة تسمح بإطلاق العنان لإبداع الفنانين.
- يتيح للفنانين الفرصة لتجديد تفاصيله باستمرار، مما يجعله فناً قابل للتطور والابتكار مع كل تجربة جديدة.
- تظهر سحرية هذا الفن في تركيبته البصرية الفريدة التي تمزج بين الدقة الهندسية والجمال الفني الراقي.
- يضيف هذا الفن لمسة من التميز والاختلاف، حيث تتجسد الأشكال في لوحات وتصاميم لا تشبه غيرها، مما يجعله مختلف تماماً عن أي تيار فني آخر.
- يفتح هذا الفن أمام المبدعين آفاقاً للتعبير عن أفكارهم من خلال تداخل الأشكال والخطوط بشكل يعكس رؤى فنية جديدة وغير تقليدية.
كم أنواع الزخارف؟
تنقسم الزخارف إلى مجموعة متنوعة من الأنواع، ولكل نوع منها الشكل الخاص الذي يبين روح الفن والإبداع وهي:
- الزخارف الهندسية ترتكز هذه الزخارف على تكرار وتداخل الأشكال الهندسية مثل المربعات، والمثلثات، والدوائر، ما يمنحها شكل منظم.
- الهندسية من بين الأكثر شهرة وانتشاراً حول العالم بفضل توازنها البصري وتماشي خطوطها.
- الزخارف النباتية تستلهم هذه الزخارف جمالها من الطبيعة، حيث تصمم بطريقة تحاكي أشكال النباتات، الأغصان، والأزهار
- تتميز بجمالها الأخاذ وتفاصيلها الرقيقة التي جعلتها من أكثر أنواع الزخارف شعبية وجاذبية في مختلف الثقافات الفنية عبر العصور.
من أول من اخترع الزخارف
جاءت جذورها الإسلامية في العصور الأولى للإسلام، حيث تجلت ملامحها مع اتساع رقعة الفتوحات في عهد الخليفتين العظيمين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، رضي الله عنهما. وبينما كان تركيزهما منصب على نشر الدعوة وتوسيع الدولة الإسلامية.
ما هي قواعد الزخارف
ترتكز الزخارف الإسلامية على مجموعة من القواعد الفنية الدقيقة التي تمنحها تميز وجمال، ومن أهم هذه القواعد ما يلي:
التناظر
هو الأساس الذي يخلق توازن بصري، ويأخذ عدة أشكال مثل التناظر الكلي الذي يعكس صورة متطابقة تماماً، والتناظر النصفي الذي يقسم العمل إلى نصفين متساويين، بالإضافة إلى التناظر المحوري الذي يعتمد على محور مركزي تتوزع حوله العناصر بتناسق مذهل.
التكرار
تعد من الركائز الجوهرية، حيث يتم إعادة رسم عنصر زخرفي معين عدة مرات أو الاعتماد على عنصر واحد يُوظف بطريقة مبتكرة ليشكل نمط زخرفي متكامل يفيض بالانسجام.
التناوب
يضيف هذا المبدأ شكل مميز على التصميم من خلال توزيع عنصرين أو أكثر بطريقة متناوبة، مما يكسر رتابة النمط ويخلق حركة بصرية جذابة.
واخيرا فقد زادت الحاجة الملحة لمجال الزخرفة لتشييد المساجد ودور العبادة، لتكون شاهدة على عظمة الحضارة الإسلامية وروحها المتجددة، و استلهمت تلك التصاميم فنون معمارية متأثرة بالحضارات التي فتحتها الجيوش الإسلامية لا سيما فنون العمارة الفارسية.